السبت، 12 فبراير 2011

تلوث الهواء فى الأماكن المغلقة


لقد شعر الإنسان منذ القدم بأهمية إصدار التشريعات وسن القوانين التي تحد من تلويث الهواء ولعل أول القوانين التي اتخذت في هذا المجال كانت في لندن عام 1273 م عندما أصدر الملك إدوارد الأول قانوناً يمنع استعمال الفحم منعاً لتلوث الهواء ، وقد جرى إعدام أحد الرجال في العصور الوسطى لحرقه الفحم ، ثم تكونت في إنجلترا فيما بعد بين الأعوام 1285- 1310 م أربع هيئات لدراسة تلوث الهواء الذي نجم عن التحول من استخدام الحطب إلى الفحم في أفران صناعة الجير.
وقد أخذت الملوثات تزداد منذ الثورة الصناعية ، فأصبحت بعد الحرب الأهلية الأمريكية مشكلة مزمنة في الولايات المتحدة الأمريكية ، حتى أن حجم الملوثات وسمكها بلغ في بعض المناطق حداً كبيراً ، بحيث تشكل غطاءاً كثيفاً يحجب جزءاً من أشعة الشمس من الوصول إلى سطح الأرض ، كما هو الحال في مدينة نيويورك ومدينة شيكاغو إذ تحجب ملوثات الهواء عن هاتين المدينتين ما بين 25%-40% من الأشعة الشمسية الساقطة . ومع أن الولايات المتحدة وكثيرا من الدول أقرت مجموعة من الإجراءات الهامة منذ عشرات السنين لمنع تلوث الغلاف الجوي ، فإن حالة الجو تزداد سوءاً عاماً بعد عام في جميع أقطار العالم ، لأن تلوث الهواء لا يعترف بالحدود السياسية والجغرافية بين الدول.
وقد زادت ملوثات الهواء بالقاهرة عن المعدلات العالمية وتكررت بعض الظواهر المناخية لما يعرف بمصر بظاهرة السحابة السوداء ( مصطلح اطلق على الضباب الدخانى ) وهو نتيجة عوامل كثيرة من اهمها حرق قش الأرز والمخلفات وايضا عوادم السيارات. [1]

ملوثات الهواء

Before flue gas desulfurization was installed, the emissions from this power plant in New Mexico contained excessive amounts of sulfur dioxide.
تزخر المدن التي يوجد بها كثير من أفران الفحم الحجريّ ومحطات الطاقة، بمعدلات مرتفعة من أكاسيد الكبريت. أما المدن التي تكثر فيها الصناعات فتكون مستويات المركبات العضوية فيها عالية أيضًا. لكن عوادم السيارات في معظم المدن الغربية تتسبب في وجود أغلب أكاسيد النيتروجين وأول أكسيد الكربون الملوِّث للهواء. وقد تساعد الظروف الجوية المعروفة بالانقلاب الحراري في تكون الملوثات فوق منطقة معينة. ويحدث الانقلاب الحراري عندما تستقر طبقة دافئة من الهواء فوق طبقة هواء باردة تقع بالقرب من سطح الأرض. وهذا الوضع يمنع ارتفاع وتناثر الملوِّثات مما يؤدي إلى تجمعها بالقرب من الأرض. ويستمر الانقلاب الحراري حتى حدوث أمطار أو هواء يؤدي إلى تفرق طبقة الهواء الدافئة والساكنة، الأمر الذي يسمح بارتفاع الشوائب.
يمكننا تصنيف ملوثات الهواء إلى قسمين: 1- القسم الأول: مصادر طبيعية أي لا يكون للإنسان دخل فيها مثل الأتربة وغيرها من العوامل الأخرى.
المكونات الرئيسية للهواء ومصادرها معظم تلوث الهواء تسببه النفايات الصناعية سواء أكانت في شكل غازات أم جسيمات دقيقة من مواد سائلة أو صلبة. يظهر الشكل أدناه المصادر الرئيسية الخمس لهذه الملوثات. كما يظهر الشكل النسب المؤية التقريبية التي تساهم بها هذه المصادر في تلوث الهواء.
2- القسم الثاني: مصادر صناعية أي أنها من صنع الإنسان وهو المتسبب الأول فيها فاختراعه لوسائل التكنولوجيا التي يظن أنها تزيد من سهولة ويسر حياته فهي على العكس تماماًً تزيدها تعقيداًً وتلوثاً: عوادم السيارات الناتجة عن الوقود، توليد الكهرباء ... وغيرها مما يؤدي إلي انبعاث غازات وجسيمات دقيقة تنتشر فى الهواء من حولنا وتضر ببيئتنا الطبيعية الساحرة. ونجد أن المدن الصناعية الكبرى فى جميع أنحاء العالم هي من أكثر المناطق تعرضاًً لظاهرة التلوث، بالإضافة إلي الدول النامية التي لا تتوافر لها الإمكانيات للحد من تلوث البيئة.[1]
ومن أكثر العناصر انتشاراً والتي تسبب تلوث الهواء: - الجسيمات الدقيقة:
وهي الأتربة الناعمة العالقة فى الهواء والتي تأتي من المناطق الصحراوية. أو تلك الملوثات الناتجة من حرق الوقود ومخلفات الصناع ، بالإضافة إلي وسائل النقل.
- ثاني أكسيد الكربون:
المصدر الرئيسي لهذا الغاز الضار هي الصناعة.
- أكاسيد النيتروجين:
تنتج من حرق الوقود.
- الأوزون:
ويأتي نتيجة تفاعل أكاسيد النيتروجين مع الهيدروكربون في وجود أشعة الشمس وهو أحد مكونات الضباب الدخاني (Smog).
- أول أكسيد الكربون:
يوجد بتركيزات عالية وخاصة مع استعمال الغاز فى المنازل.
- دخان السجائر:
وهو أقـرب الأمثلة وأكثر شيـوعاًً فى إحـداث التلـوث داخـل البيئـة الصغيـرة للإنســان (المنزل - المكتب).
- الرصاص:
حيث أوضحت بعض القياسات أن نسبة الرصاص فى هواء المنازل تصل من 6400 - 9000 جزء فى المليون في الأتربة داخل بعض المنازل مقارنة بـ 3000 جزء في المليون في الهواء الخارجي فى الشارع.

التحكم في تلوث الهواء

مكشاف لأول أكسيد الكربون يستخدم في المصانع لاختبار التسرب من الخزانات التي يوجد بها الغاز. ولغاز أول أكسيد الكربون استخدامات عديدة في الصناعات لكنه غاز سام.
جهاز غسل تلوث مادة البلاتين الحفّاز يزيل المواد الملوثة من مدخنة صناعية قبل انتشارها في الجو. وهو يشبه المحول الحفاز المركب في السيارة
هناك طرق عديدة لخفض درجة تلوث الهواء الناتج عن المصادر الثابتة مثل المصانع والأفران والمحروقات ومحطات إنتاج القدرة الكهربائية. فمثلاً يمكن لمصنع أن يركب معدات مُصمَّمة للحد من كمية الملوثات المنبعثة منه. كما يمكن أن يتحول إلى اتباع طريقة تصنيع أو حرق للوقود، تؤدِّي إلى تقليل تلوث الهواء. ويمكن أيضًا للمصنع التحول إلى استخدام وقود أكثر نقاء. ويجب على المصنع في بعض الحالات استخدام بعض هذه الإجراءات لخفض درجة التلوث. تتطلب مكافحة التلوث الناتج عن السيارات والشاحنات تغيير طريقة تشغيل المحركات ومكوِّنات الوقود، وتركيب أجهزة مكافحة التلوث في المركبات. يعمل أصحاب المصانع والمصافي في كل هذه المجالات لإيجاد الوسائل الملائمة لمكافحة التلوث. إضافة إلى ذلك هنالك دراسة جارية لتطوير محركات بديلة تعمل بالكهرباء والغاز الطبيعي والبخار أو مصادر أخرى للطاقة لخفض درجة تلوث الهواء. وتقوم الحكومات القومية والمحلية، على نحو متزايد، بإقرار قوانين ووضع معايير خاصة لمكافحة التلوث؛ إذ تقوم بإصدار ونشر المعلومات عن آثار الملوِّثات والطرق الفنية المتاحة لمحاربتها. كما تضع أهدافا تعرف بمعايير جودة الهواء من أجل إيجاد هواء نقي. وبعد ذلك تعرض إجراءات المكافحة التي تحقق هذه الأهداف. فالحكومات قد تتخذ إجراءات مباشرة ضد المتسببين في تلوث الجو في حالة عدم امتثالهم للقوانين. تشمل إجراءات المكافحة مواصفات الانبعاث التي تتحكم في كمية التلوث المنبعثة من المصانع ومصادر التلوث الأخرى. وتضع الحكومات أيضًا مواصفات الانبعاث للسيارات. وللتوافق مع هذه المواصفات، نجد في عديد من الأقطار، أن السيارات الجديدة يجب أن تُزَوَّد بأجهزة مكافحة تعرف بالمحوِّلات الحفّازة .

طرق تلوث الهواء

وسائل المواصلات

تمثِّل الطائرات والسيارات والسفن والقطارات وغيرها مصدرًا رئيسيًا لتلوث الهواء. وتحتوي بدورها على غاز أول أكسيد الكربون، والهيدروكربونات (مركبات الهيدروجين والكربون) وأكاسيد النيتروجين (مركبات النيتروجين والأكسجين). وتساعد أكاسيد النيتروجين الموجودة في الهواء على إنتاج نوع من الأكسجين يعرف بالأوزون. ويتفاعل الأوزون مع الهيدروكربونات مكونًا شكلاً من أشكال تلوث الهواء يعرف بالضباب الدخاني.

احتراق الوقود

يزيد الوقود المحترق بغرض تدفئة المنازل وبنايات المكاتب والمصانع ـ بصورة حادة ـ من مستوى تلوث الهواء في المناطق الحضرية؛ فالأفران التي تعمل باحتراق الفحم، أو بزيت الوقود، تنتج أكاسيد النيتروجين والحبيبات وأكاسيد الكبريت (مركبات النيتروجين والأكسجين). كما أن محطات إنتاج القدرة الكهربائية التي تستخدم نفس أنواع الوقود تنفث أيضًا مواد ملوثة في الجو. النفايات الصناعية. تساهم مثل هذه العمليات بصورة كبيرة في تلوث الهواء، إذ تنتج المصانع أنواعًا مختلفة من المواد الملوِّثة. فمثلاً نجد أن المصانع المنتجة للألومنيوم تنفث غبار الفلوريد. كما تنفث مصافي النفط كلاً من الأمونيا والهيدروكربونات والأحماض العضوية وأكاسيد الكبريت في الجو.

احتراق النفايات الصلبة

وتخلق هذه أكثر أنواع تلوث الهواء وضوحًا ـ الدخان الأسود الكثيف ـ ويعتبر حرق أوراق النبات والنفايات والسيارات الخردة والنفايات الصلبة الأخرى من المحظورات في بعض المناطق. مصادر أخرى. تشمل المصادر الأخرى لتلوث الهواء رش الكيميائيات وحرائق الغابات وحرائق المنشآت. وينتج التلوث أيضًا عن حرق الغابات والأعشاب، بهدف تنظيف الأرض وإعدادها للزراعة.
Dust storm approaching Stratford, Texas
Using a controlled burn on a field in South Georgia in preparation for spring planting.
Puxi area of Shanghai at sunset. The sun has not actually dropped below the horizon yet, rather it has reached the smog line.

طرق تلوث الهواء

  • أولاً: بمواد صلبة معلقة:
كالدخان ، وعوادم السيارات ، والأتربة ، وحبوب اللقاح ، وغبار القطن ، وأتربة الاسمنت ، وأتربة المبيدات الحشرية .
  • ثانياً : بمواد غازية أو أبخرة سامة وخانقة:
مثل الكلور ، أول أكسيد الكربون ، أكسيد النيتروجين ، ثاني أكسيد الكبريت ، الأوزون .
ملف:* ثالثاً : بالبكتيريا والجراثيم، والعفن:
الناتج من تحلل النباتات والحيوانات الميتة والنفايات الآدمية .
ملف:* رابعاً : بالإشعاعات الذرية الطبيعية والصناعية:

أسباب خطورة تلوث الهواء

يعتبر تلوث الهواء من أهم وأخطر المشاكل التي تواجهها كل المجتمعات، وذلك لأسباب عدّة منها:
  • انتقال الهواء الملوث بحسب اتجاه الرياح وسرعتها من منطقة إلى أخرى وأحياناً لمسافات تقدر بمئات الكيلومترات، وبالتالي فإن إمكان تفادي الهواء الملوث أو حصره يصبح غير ممكن عملياً.
  • الكمية الكبيرة من الهواء التي تدخل جسم الإنسان يومياً والتي تبلغ نحو 15 كجم مقابلة بـ 2.5 كجم من المياه وايضا 1.5 كجم تقريبا من المأكولات.
  • تودى الاثار السلبية لتلوث الهواء إلى تغيير الانظمة المناخية على سطح الأرض مثل:
- تباطؤ الحياة النباتية والحيوانية.
- زيادة متوسط الأمطار ورطوبة التربة وتخزن المياه في مناطق ونقصها في مناطق أخرى.
- ارتفاع مستوى سطح البحر بسبب انصهار الجليد في القارات القطبية .

تلوّث الهواء في الأماكن المغلقة

نطاق المشكلة

يعتمد أكثر من نصف سكان العالم على الروث أو نفايات المحاصيل أو الفحم لتلبية أولى احتياجاتهم الطاقية الأساسية. ويؤدي حرق ذلك الوقود الصلب على نار مكشوفة أو في مواقد من غير مداخن، لأغراض الطهي أو التدفئة، إلى إحداث تلوّث داخل البيوت. ويحتوي الدخان المنبعث من ذلك الوقود على طائفة من الملوّثات المضرّة بالصحة، بما في ذلك جسيمات صغيرة من الغبار يمكنها التوغّل عميقاً في الرئتين. وفي المساكن التي لا تُهوّى بالقدر الكافي يمكن أن تتجاوز مستويات الجسيمات الصغيرة الكامنة في دخان الأماكن، بمائة مرّة، المستويات المقبولة فيما يخص الجسيمات ذاتها الكامنة في الهواء الطلق. ونسبة التعرّض لتلك الجسيمات عالية بشكل خاص لدى النساء والأطفال لأنّهم يقضون معظم وقتهم قرب المواقد. ويتسبّب تلوّث الأماكن المغلقة، سنوياً، في وفاة 6ر1 مليون شخص، مما يشكّل حالة وفاة واحدة في كل 20 ثانية. [1]
ومن ثم فإنّ استخدام أنواع الوقود الملوِّثة يشكّل عبئاً ثقيلاً على صحة الأسر الفقيرة في البلدان النامية. كما أنّ الاعتماد على تلك الأنواع من الوقود غالباً ما يكون بسبب الفقر ونتيجة له في آن واحد، إذ كثيراً ما تفتقر الأسر إلى الموارد اللازمة للحصول على وقود وأجهزة أنظف، واستخدام أنواع الوقود والأجهزة البسيطة يمكن أن يعرّض صحة البشر للخطر ويؤدي بالتالي إلى تعطيل التنمية الاقتصادية واستحداث حلقة فقر مفرغة.
ويشير التقييم الذي أجرته الوكالة الدولية للطاقة في عام 2004 إلى أنّ عدد الأشخاص الذين يستخدمون وقود الكتلة البيولوجية من قبيل الحطب والروث والمخلّفات الزراعية، لأغراض الطهي والتدفئة، سيستمر في الارتفاع. ويبدو أنّ استخدام وقود الكتلة البيولوجية، في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ما فتئ يزداد نتيجة النمو السكاني وعدم توافر أشكال الوقود البديلة، مثل الكيروسين والغاز النفطي المسيّل، أو ارتفاع أسعارها. وعلى الرغم من عظمة المشكلة، التي ما انفكت تزداد حدتها، فإنّ الآثار الصحية الناجمة عن التعرّض لتلوّث الهواء في الأماكن المغلقة لا تزال غير مُدرجة ضمن الأولويات التي تركّز عليها البحوث والمعونة الإنمائية وعملية رسم السياسات.

التأثير الصحي لتلوث الهواء

على حسب تقرير أوردته منظمة الصحة العالمية حول أنه يوجد نسبة 2.4 مليون شخص يموتون سنويا بسبب مباشر لتلوث الهواء، ونسبة 1.5 مليون شخص يموتون لنسبة تلوث الهواء الداخلي.[2]. [3]

الأضرار الصحية الناتجة عن الملوثات

الجدول التالي يوضح الأضرار الصحية التي من الممكن أن تلحق بصحة الإنسان عند التعرض لهذه الملوثات:
الملوثات الضرر
أكاسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين أمراض الرئة - إلحاق الضرر بالحيوان والنبات - تعمل علي تآكل المواد المستخدمة فى الأبنية.
الجسيمات العالقة تسبب الأمراض الصدرية.
أول أكسيد الكربون يؤثر على الجهاز العصبي - يحدث قصور في الدورة الدموية.
الرصاص يسبب أمراض الكلى - يؤثر علي الجهاز العصبي وخاصة فى الأطفال.
الضباب الداخلي التهابات العين. - تأثير سلبي علي الرئة والقلب.

الآثار الصحية للتلوث في الأمكان المغلقة

قامت منظمة الصحة العالمية بتقييم الدور الذي تؤديه طائفة من عوامل الاختطار في إثقال عبء المرض، وتبيّن من ذلك التقييم أنّ تلوّث الهواء في الأماكن المغلقة يحتل المرتبة الثامنة ضمن أهم عوامل الاختطار وأنّه يتسبّب في 7ر2% من عبء المرض العالمي. ويتسبّب تلوّث الهواء الناجم عن حرق الوقود الصلب في الأماكن المغلقة في وفاة 6ر1 مليون شخص على الصعيد العالمي جراء إصابتهم بالالتهاب الرئوي والأمراض التنفسية المزمنة وسرطان الرئة، وعبء المرض العالمي الناجم عن ذلك التلوّث (المقدّر بسنوات العمر المصححة باحتساب مدد العجز، وهو تقدير يجمع سنوات العمر الضائعة بسبب العجز والوفاة) يتجاوز عبء المرض الناجم عن تلوّث الهواء الطلق بخمسة أضعاف. ويتسبّب دخان الأماكن المغلقة، في البلدان التي ترتفع فيها نسبة الوفيات، فيما تقديره 7ر3% من عبء المرض العالمي، مما يجعله أكبر مسبّب للوفاة بعد سوء التغذية و الاتصال الجنسي غير المأمون وعدم وجود مياه ووسائل إصحاح مأمونة.
وتم ربط تلوّث الهواء في الأماكن المغلقة، في دراسة منهجية أُجريت مؤخراً، بطائفة واسعة من الحصائل الصحية، كما تم تصنيف القرائن التي تثبت ذلك الارتباط على أنّها قرائن قوية ومتوسطة القوة وضعيفة. ولم تُدرج في التقييم المذكور آنفاً سوى الحصائل الصحية التي ثبُتت فيها قوة القرائن الدالّة على أنّ تلوّث الهواء في الأماكن المغلقة هو العامل المؤدي إلى تلك الحصائل. وهناك قرائن متسقة تدلّ على أنّ التعرّض لتلوّث هواء في الأماكن المغلقة يزيد من احتمال إصابة الأطفال دون سن العاشرة بالالتهاب الرئوي وإصابة البالغين الذين تتجاوز أعمارهم 30 عاماً بالأمراض التنفسية المزمنة وسرطان الرئة (نتيجة استخدام الفحم). وتم اعتبار القرائن الموحية بوجود صلة بين سرطان الرئة والتعرّض لدخان الكتلة البيولوجية وبوجود صلة بين ذلك التعرّض و بين الربو والساد والسل على أنّها قرائن متوسطة القوة. وهناك، استناداً إلى الدراسات المحدودة المتوافرة، قرائن ضعيفة توحي بوجود علاقة بين تلوّث الهواء في الأماكن المغلقة وبين حصائل الحمل الضارة، وبوجه خاص انخفاض وزن الولدان والإقفار والسرطان البلعومي الأنفي وسرطان الحنجرة.
وفي حين يظل الغموض يحيط بالآلية التي يؤدي بها التعرّض إلى إحداث المرض، فإنه بات من المعروف أنّ الجسيمات الصغيرة والملوّثات العدة الأخرى التي يحتوي عليها دخان الأماكن المغلقة تتسبّب في التهاب السبيل التنفسي والرئتين وفي إتلاف الاستجابة المناعية. كما يخلّف أحادي أكسيد الكربون آثاراً في الأجهزة عن طريق التقليل من قدرة الدم على حمل الأكسجين.

الإلتهاب الرئوي

يشكّل الإلتهاب الرئوي وغيره من أنواع العدوى الحادة التي تصيب السبيل التنفسي السفلي أهم الأمراض المسبّبة لوفاة الأطفال دون سن الخامسة على الصعيد العالمي. ويزيد التعرّض لتلوّث الهواء في الأماكن المغلقة من احتمال الإصابة بالالتهاب الرئوي بنسبة تتجاوز الضعف، وهو يتسبّب بالتالي في أكثر من 000 900 من الوفيات التي تحدث سنوياً جراء الإصابة بالالتهاب الرئوي والتي يبلغ عددها مليوني حالة.

أمراض الانسداد الرئوي المزمن

إنّ احتمال إصابة النساء اللائي يتعرّضن لدخان الأماكن المغلقة بأمراض الانسداد الرئوي المزمن، مثل التهاب القصبات، يتجاوز بثلاثة أضعاف احتمال إصابة النساء اللائي يستخدمن الكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى الأنظف لأغراض الطهي والتدفئة، بتلك الأمراض. أما في صفوف الرجال، فإنّ التعرّض لهذا العامل المُهمل من عوامل الاختطار يضاعف تقريباً احتمال الإصابة بالأمراض التنفسية المزمنة. وبالتالي فإنّ تلوّث الهواء في الأماكن المغلقة يتسبّب في حدوث زهاء 000 700 من ضمن الوفيات العالمية الناجمة عن أمراض الانسداد الرئوي المزمن والتي يبلغ عددها 7ر2 مليون حالة.

سرطان الرئة

يُعد استخدام الفحم ظاهرة منتشرة في الصين ويمكن أن يتسبّب طهي الطعام على نيران مكشوفة أو مواقد بسيطة في إصابة النساء بسرطان الرئة. ويضاعف التعرّض للدخان المنبعث من نيران الفحم احتمال الإصابة بسرطان الرئة، وبصفة خاصة في صفوف النساء اللائي عادة ما تكون نسبة التدخين لديهن أقل مقارنة بالرجال في معظم البلدان النامية. ويقضي أكثر من مليون شخص، على الصعيد العالمي، نحبهم سنوياً جراء الإصابة بسرطان الرئة، ويتسبّب تلوّث الهواء في الأماكن المغلقة في نحو 5ر1% من تلك الوفيات.

آثار متباينة على الأطفال والنساء

تتباين الممارسات المنزلية المرتبطة باستخدام الطاقة تبايناً كبيراً على الصعيد العالمي، شأنها في ذلك شأن حجم الوفيات التي يخلّفها التلوّث في الأماكن المغلقة. وفي حين تحدث أكثر من ثلثي وفيات الأطفال الناجمة عن أنواع العدوى التي تصيب السبيل التنفسي السفلي بسبب دخان الأماكن المغلقة في إقليمي منظمة الصحة العالمية لأفريقيا وجنوب شرق آسيا، فإنّ ما يزيد على 50% من الوفيات الناجمة عن الإصابة بأمراض الانسداد الرئوي المزمن بسبب تلوّث الهواء في الأماكن المغلقة تحدث في إقليم غرب المحيط الهادئ.
و تُعنى النساء، في معظم المجتمعات، بمهمة طهي الطعام، وبالتالي فهنّ يقضين قرب المواقد، وفق ما تقتضيه أعراف الطبخ المحليّة، فترة تتراوح بين ثلاث وسبع ساعات لإعداد الطعام. ومن ثم، فإنّ 59% من مجموع الوفيات الناجمة عن تلوّث الهواء في الأماكن المغلقة تصيب النساء. كما أنّ الأمهات غالباً ما يحملن صغارهن على ظهورهن أو يتركنهم قرب المواقد. ونتيجة لذلك، يستنشق الرضع لمدة ساعات طويلة دخان الأماكن المغلقة في العام الأول من عمرهم، عندما يكون جهازهم التنفسي في مرحلة التطوّر، مما يزيد بشكل خاص من سرعة تأثّرهم بالملوّثات الخطرة. وبناء عليه، فإنّ 56% من مجموع الوفيات الناجمة عن تلوّث الهواء في الأماكن المغلقة تصيب الأطفال دون سن الخامسة.
وإضافة إلى هذا العبء الصحي، يمكن أن تأخذ عملية جمع الوقود قسطاً كبيراً من وقت النساء والأطفال. وإذا ما تم تحرير النساء والأطفال من تلك الأعباء، فسيمكن للنساء تكريس وقتهن لأعمال مجدية وللاعتناء بأطفالهن، كما سيمكن للأطفال حضور الدروس بانتظام وتخصيص المزيد من الوقت للقيام بالوظائف المنزلية.

طرق تلوث الهواء :

طرق تلوث الهواء :
أولاً : بمواد صلبة معلقة : كالدخان ، وعوادم السارات ، والأتربة ، وحبوب اللقاح ، وغبار القطن ، وأتربة الاسمنت ، وأتربة المبيدات الحشرية .
ثانياً : بمواد غازية أو أبخرة سامة وخانقة مثل الكلور ، أول أكسيد الكربون ، أكسيد النتروجين ، ثاني أكسيد الكبريت ، الأوزون .
ثالثاً : بالبكتيريا والجراثيم، والعفن الناتج من تحلل النباتات والحيوانات الميتة والنفايات الادمية .
رابعاً : بالإشعاعات الذرية الطبيعية والصناعية:.
اظهر هذا التلوث مع بداية استخدام الذرة في مجالات الحياة المختلفة ، وخاصة في المجالين : العسكري والصناعي ، ولعلنا جميعا ما زلنا نذكر الضجة الهائلة التي حدثت بسبب الفقاعة الشهيرة في أحد المفاعلات الذرية بولاية ( بنسلفانيا ) بالولايات المتحدة الامريكية ، وما حادث انفجار القنبلتين الذريتين على ( ناجازاكي وهيروشيما ) إبان الحرب العالمية الثانية ببعيد ، فما تزال أثار التلوث قائمة إلى اليوم ، ومازالت صورة المشوهين والمصابين عالقة بالأذهان ، وكائنة بالابدان ، وقد ظهرت بعد ذلك أنواع وأنواع من الملوثات فمثلاً عنصر الاسترنشيوم 90 الذي ينتج عن الانفجارات النووية يتواجد في كل مكان تقريباً ، وتتزايد كميته مع الازدياد في إجراء التجارب النووية ، وهو يتساقط على الأشجار والمراعي ، فينتقل إلى الأغنام والماشية ومنها إلى الانسان وهو يؤثر في إنتاجية اللبن من الأبقار والمواشي ، ويتلف العظام ، ويسبب العديد من الأمراض وخطورة التفجيرات النووية تكمن في الغبار الذري الذي ينبعث من مواقع التفجير الذري حيث يتساقط بفعل الجاذبية الأرضية ، أو بواسطة الأمطار فيلوث كل شئ ، ويتلف كل شئ .
وفي ضوء ذلك يمكن أن نقرر أو أن نفسر العذاب الذي قد حل بقوم سيدنا لوط عليه السلام بأنه ، كان مطراً ملوثاً بمواد مشعة ، وليس ذلك ببعيد فالأرض تحتوي على بعض الصخور المشعة مثل البتشبلند وهذه الصخور تتواجد منذ الاف السنين ،
خامسا: التلوث الأكتروني :
وهو أحدث صيحة في مجال التلوث ، وهو ينتج عن المجالات التي تنتج حول الأجهزة الالكترونية إبتداء من الجرس الكهربي والمذياع والتليفزيون ، وانتهاء إلى الأقمار الصناعية ، حيث يحفل الفضاء حولنا بالموجات الراديوية والموجات الكهرومغناطيسية وغيرها ، وهذه المجالات تؤثر على الخلايا العصبية للمخ البشري ، وربما كانت مصدراً لبعض حالات عدم الاتزان ، حالات الصداع المزمن الذي تفشل الوسائل الطبية الاكلينيكية في تشخيصه ، ولعل التغييرات التي تحدث في المناخ هذه الايام ، حيث نرى أياما شديدة الحرارة في الشتاء ، وأياما شديدة البرودة في الصيف ، لعل ذلك كله مرده إلى التلوث الإلكتروني في الهواء حولنا ، وخاصة بعد انتشار آلاف الأقمار الصناعية حول الأرض .
تأثير تلوث الهواء على البر والبحر :
تتجلى عظمة الله ولطفه بعباده في هذا التصميم الرائع للكون ، وهذا التوازن الموجود فيه ، لكن الإنسان بتدخله الأحمق يفسد من هذا التوازن ، في المجال الذي يعيش فيه ، وكأن هذا ما كانت تراه الملائكة حينما خلق الله آدم – قال تعالى : (هو الذي خلق لكم مافي الأرض جميعاً ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شئ عليم . وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لاتعلمون ) سورة البقرة الايتان 29، 30 .
وجد أن للتلوث آثاراً ضارة على النباتات والحيونات والانسان والتربة ، وسوف نناقش هذا الأثر الناتج عن تلوث الهواء :
  1. صحياً : تؤدي زيادة الغازات السامة إلى الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والعيون ، كما أن زيادة تركيز بعض المركبات الكيمائية كأبخرة الأمينات العضوية يسبب بعض أنواع السرطان ، والبعض الغازات مثل أكاسيد غاز النتروجين آثار ضارة على الجهاز العصبي ، كذلك فإن الإشعاع الذري يحدث تشوهات خلقية تتوارثها إن لم يسبب الموت .
  2. مادياً : يؤدي الاى الآتي:
  • يؤدي وجود التراب والضباب إلى عدم إمكانية الرؤية بالطرق الأرضية والجوية .
  • حدوث صدأ وتأكل للمعدات والمباني ، مما يؤثر على عمرها المفيد ، وفي ذلك خسارة كبيرة .
  • التلوث بمواد صلبة يحجز جزءاً كبيراً من اشعة الشمس ، مما يؤدي إلى زيادة الإضاءة الصناعية .
  • على الحيوانات : تسبب الفلوريدات عرجاً وكساحاً في هياكل المواشي العظمية في المناطق التي تسقط فيها الفلوريدات ، أو تمتص بواسطة النباتات الخضراء ن كما أن أملاح الرصاص التي تخرج مع غازات العادم تسبب تسماً للمواشي والأغنام والخيول ، وكذلك فإن ثاني اكسيد الكبريت شريك في نفق الماشية .
  • أما الحشرات الطائرة فإنها لا تستطيع العيش في هواء المدن الملوث ، ولعلك تتصور أيضاً ما هو المصير المحتوم للطيور التي تعتمد في غذائها على هذه الحشرات ، وعلى سبيل المثال انقرض نوع من الطيور كان يعيش في سماء مدينة لندن منذ حوالي 80 عاماً ، لأن تلوث الهواء قد قضى على الحشرات الطائرة التي كان يتغذى عليها .
  • على النباتات : تختنق النباتات في الهواء غير النقي وسرعان ما تموت ، كما أن تلوث الهواء بالتراب ، والضباب والدخان والهباب يؤدي إلى اختزال كمية أشعة الشمس التي تصل إلى الأرض ، ويؤثر ذلك على نمو النباتات وعلى نضج المحاصيل ، كما يقلل عملية التمثيل الضوئي من حيث كفاءتها ، وتساقط زهور بعض أنواع الفاكهة كا البرتقال ومعظم الأشجار دائمة الخضرة ، وتساقط الأوراق والشجيرات نتيجة لسوء استخدام المبيدات الحشرية الغازية ، وكمثال للنباتات التي تتأثر بالتلوث محاصيل الحدائق وزهور الزينة ، والبرسيم الحجازي ، والحبوب ، والتبغ ، والخس ، واشجار الزينة ، كالسرو ، والجازورينا ، والزيزفون .
  • على المناخ : تؤدي الإشعاعات الذرية والانفجارات النووية إلى تغيرات كبيرة في الدورة الطبيعية للحياة على سطح الأرض ، كما أن بعض الغازات الناتجة من عوادم المصانع يؤدي وجودها إلى تكسير في طبقة الأوزون التي تحيط بالأرض ، والتي قال عنها القران :( وجعلنا السماء سقفاً محفوظاً وهم عن آياتها معرضون ) .
إن تكسير طبقة الأوزون يسمح للغازات الكونية والجسيمات الغريبة أن تدخل جو الأرض ، وان تحدث فيه تغيرات كبيرة ، أيضاً ، فإن وجود الضباب والدخان والتراب في الهواء يؤدي إلى اختزال كمية الاشعاع الضوئي التي تصل إلى سطح الأرض ، والأشعة الضوئية التي لا تصل إلى سطح بذلك ، تمتص ويعاد إشعاعها مرة أخرى إلى الغلاف الجوي كطاقة حرارية فإذا أضفنا إلى ذلك الطاقة الحراية التي التي تتسرب إلى الهواء نتيجة لاحتراق الوقود من نفط وفحم وأخشاب وغير ذلك ، فسوف نجد أننا نزيد تدريجياً من حرارة الجو ، ومن يدري ، إذا استمر الارتفاع المتزايد في درجة حرارة الجو فقد يؤدي ذلك إلى انصهار جبال الجليد الموجود ة في القطبين واغراق الأرض بالمياه ، وربما كان ذلكما تشير إليه الآية رقم 3 في سورة الانفطار : ( وإذا البحار فجرت ) .حيث ذكر المفسرون أن تفجير البحار يعني اختلاط مائها بعضه ببعض ، وهذا يمكن له الحدوث لو انصهرت جبال الجليد الجليدية في المتجمدين الشمالي والجنوبي .

1-تلوث الهواء

1-تلوث الهواء:
الهواء هو كل المخلوط الغازي الذي يملأ جو الأرض بما في ذلك بخار الماء ، ويتكون أساساً من غازي النتروجين نسبته 78,084% والأكسجينن 20,946% ويوجد إلى جانب ذلك غاز ثاني أكسيد الكربون نسبته 0,033% وبخار الماء وبعض الغازات الخاملة وتأتي أهمية الأكسجين من دورة العظيم في تنفس الكائنات الحية التي لا يمكن أن تعيش بدونه وهو يدخل في تكوين الخلايا الحية بنسبة تعادل ربع مجموع الذرات الداخلة في تركيبها .
ولكي يتم التوازن في البيئة ولا يستمر تناقص الأكسجين شاءت حكمة الله سبحانه أن تقوم النباتات بتعويض هذا الفاقد من خلال عملية البناء الضوئي ، حيث يتفاعل الماء مع غاز ثاني أكسيد الكربون في وجود الطاقة الضوئية التي يمتصها النبات بواسطة مادة الكلوروفيل الخضراء ولذلك كانت حكمة الله ذات اثر عظيم رائع فلولا النباتات لما استطعنا أن نعيش بعد أن ينفد الأكسيجين في عمليات التنفس واحتراق ، ولا تواجد أي كائن حي في البر أو في البحر ، إذا أن النباتات المائية أيضاً تقوم بعملية البناء الضوئي ، وتمد المياه بالأكسجين الذي يذوب فيها واللازم لتنفس كل الكائنات البحرية .
( هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين ) لقمان – ايه 11
لكل انسان العصر الحديث قد جاء ودمر الغابات ، وطعن بالعمران على المساحات الخضراء وراحت مصانعه تلقي كميات هائلة من الأدخنة في السماء ، ولهذا كله أسوأ الآثار عى الهواء وعلى توازن البيئة ، واذا لجأنا إلى الأرقام لنستدل بها ، فسوف نفزع من تضخم التلوث ، فثاني أكسيد الكربون كانت النسبه المئوية الحجمية له حوالي 0,029% في نهاية القرن الماضي ، وقد ارتفعت الى 0,033% في عام 1970 وينتظر أن تصل الى أكثر من 0,038% في عام 2000، ولهذه الزيادة أثار سيئة جدا على التوازن البيئي .
تعريف تلوث الهواء:
هو وجود أي مواد صلبه أو سائلة أو غازية بالهواء بكميات تؤدي إلى أضرار فسيولوجية واقتصادية وحيوية بالانسان والحيوان والنباتات والالات والمعدات ، او تؤثر في طبيعة الاشياء وتقدر خسارة العالم سنويا بحوالي 5000مليون دولار ، بسبب تأثير الهواء ، على المحاصيل والنباتات الزراعية .
ويعتبر تلوث الهواء من أسوأ الملوثات بالجو ، وكلما ازداد عدد السكان في المنطقة الملوثة .
وعلى مدار التاريخ وتعاقب العصور لم يسلم الهواء من التلوث بدخول مواد غريبة عليه كالغازات والابخرة التي كانت تتصاعد من فوهات البراكين ، أو تنتج من احتراق الغابات ، وكالاتربة والكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض ، الا أن ذلك لم يكن بالكم الذي لا تحمد عقباه ، بل كان في وسع الانسان أن يتفاداه أو حتى يتحمله ، لكن المشكلة قد برزت مع التصنيع وانتشار الثورة الصناعية في العالم ، ثم مع هذه الزيادة الرهيبة في عدد السكان ، وازدياد عدد وسائل المواصلات وتطورها ، واعتمادها على المركبات الناتجة من تقطير البترول كوقود ، ولعل السيارات هي أسوأ أسباب تلوث الهواء بالرغم من كونها ضرورة من ضروريات الحياة الحديثة ، فهي تنفث كميات كبيرة من الغازات التي تلوث الجو ، كغاز أول أكسيد الكربون السام ، وثاني أكسيد الكبريت والأوزون .