الإسلام وتلوث البيئة:-
عالج الإسلام مشكلة التلوث تلك المشكلة أو التلوث بأن وضع لها العديد من الأسس العلمية الصحيحة التي تسهم بشكل رئيسي في الحد منها لصالح الإنسان دون إتباع طرق تتسم بالمكر والخداع والأنانية وحب الذات،وهذا يتمثل في قولة الله عزوجل:) ولاتفسدو في الأرض بعد إصلاحها(]سورة الأعراف: آية 56 [ ،وقد خلق الله الأرض في أحسن هيئة وصورة،ووضعت جميع العناصر البيئية أيضا بنسب معينة ومحددة مصداقا لقولة تعالى:) هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات وهو بكل شيء عليم([سورة البقرة:آية 29] 0 فجميع ما في الأرض من نباتات وحيوانات وجمادات مسخرة لخدمة هذا الإنسان،وان الفساد في الأرض بعد إصلاحها ليس إلا تخريب وتدمير للبيئة،ثم يوضح القرآن الكريم عنصرا آخر من عناصر البيئة وهو الماء،فيقول عزوجل:) وجعلنا من الماء كل شيء حي (0 [سورة الأنبياء:آية 30] والمقصود من الماء هنا الماء الذي ينزل من السماء والى الأرض في صورة نقية جدا خالية من أي نوع من أنواع التلوث، مصداقا لقوله تعالى:)وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم(0 [سورة البقرة:آية 22]0 فالماء النقي الصافي النظيف هو الذي يستطيع الإنسان أن يستخدمه في جميع أنشطته المختلفة،ولقد تدخل الإنسان في الوقت الحاضر بتحويل الصفة الأساسية للماء إلى صفة غير مرغوبة نتيجة لما تقذفه المصانع من غازات حمضية أسهمت بشكل رئيسي في إحداث ما يسمى المطر ألحامضي (Acid Rain)،فتحول الماء إلى ماء غير صالح للشرب يحتوي على العديد من الملوثات،بالإضافة إلى مذاقه الحمضي والذي تسبب في موت أشجار عديدة من غابات في أوربا وأمريكا،وهذه الآيات الكريمة تؤكد دور الإسلام على وجوب المحافظة على الماء وحماية البيئة من التلوث،قال تعالى:) أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون(0 [سورة الواقعة:الآيات 68ـــ 70 ]0 ثم تؤكد الأحاديث النبوية على وجوب أخذ الحيطة والحذر وأن سلوك الإنسان يجب أن يكون لصالح البشرية وتحث على النظافة والتطيب وأكل ماأحل الله وعدم الإسراف والابتعاد عن أكل الميتة والمتردية والنطيحة والمنخنقة ووجوب تغطية الإناء وإطفاء النار السراج وإماطة الأذى عن الطريق فيقول عليه الصلاة والسلام "غطوا الإناء وأوكئوا السقاء وأغلقوا الأبواب وأطفئوا السراج فإن الشيطان لا يحل سقاء ولا يفتح بابا ولا يكشف إناء فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عودا ويذكر اسم فليفعل،فان الفوسيقة تضرم على أهل البيت بيتهم"0] رواة مسلم [
ألم يؤخذ العهد على الإنسان من الله تعالى بعدم الإخلال بمكونات البيئة ونظامها،قال تعالى:)وإذا أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دمائكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وانتم تشهدون( 0] سورة البقرة:آية84 [ فأنظر أخي المسلم فيحال العرب اليوم انظر كيف تسفك دماء الناس ؟؟ انظر كيف تدمر تلك الحروب المدن والقرى ليهرب الناس من ديارهم إلى أماكن جديدة خوفا من الحروب وويلاتها؟؟ وفي الوقت الحاضر تستخدم أسلحة بيولوجية وكيميائية وإشعاعية لتدمير الأوطان والانسان0وإذا كان العلم الحديث قد نظر إلى البيئة على إنها المكان الملائم المناسب لحياة الإنسان،واصدر تجاه ذلك العديد من القوانين والأنظمة التشريعية للحد من التلوث وإيقاف هذا الخطر القاتل وقسم العناصر البيئية إلى التربة والماء والهواء، فان الإسلام نظر إليها بمنظور شامل،اعتبرها جزءا من العبادة السماوية
واوجد الله الأرض وجعل فيها العناصر البيئية من تربة وماء وهواء بنسب ثابتة لا تختلف مصداقا لقوله تعالى { إنا كل شيء خلقناه بقدر }]سورة القمر:آية 49[ ولقد إهتم الإسلام أيضا بإزالة المخلفات وعدم إلقاء القمامة في الطرقات لأنها تؤدي إلى التلوث فقال صلى الله عليه و سلم {إماطة الأذى عن الطريق صدقة }]متفق عليه[ فالمخلفات الصناعية والزراعية والطبية في الوقت الحاضر ترصد لها أموالا طائلة جدا للتخلص منها بل وترصد أيضا أموالا أخرى للتوعية إلى عدم إلقائها على الطريق أو في المياه لقد حرم الإسلام أيضا الغذاء والطعام الملوث والضار بصحة الإنسان قال تعالى {حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به و المنخنقة و الموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع}]سورة المائدة :آية 3[ فانظر يا أخي المسلم وضع الغرب؟ لقد أقرت الجامعات والهيئات العلمية في الغرب تلوث الدم بالأمراض المعدية واحتواء لحم الخنزير على ديدان قاتلة وأن خنق الحيوانات دون ذبحها يؤدي إلى احتباس الدم في الحيوان ويلحق ضررا صحيا بالإنسان عند تناول لحم ذلك الحيوان ومع ذلك لايزال الغرب مستمرا في غيه ومكره ويجاهر في التمسك بذلك لأنهم هم الكافرون حقا قال تعالى)والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم(]سورة المائدة :آية86[ هذا هو الغرب الذي يدعي المدنية والتقدم .لقد دل الإسلام الإنسان على الكيفية الصحيحة للتخلص من أسباب التلوث وحماية البيئة،فتعرف الإنسان بذلك على كيفية التخلص من جثث الموتى والتخلص من الحيوانات المريضة،قال تعالى:)فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه (0 ] سورة المائدة:آية31 [ فانظر ما أحدثه الغرب من دمار وويلات،وكيف أن جثث الموتى تترك لفترات طويلة مسببة العديد من الأضرار البيئية المختلفة0وعند الحديث عن الحرائق وما تحدثه من أضرار مادية وصحية على الإنسان يجب ألا نغفل ما ينطلق من النار أثناء اشتعالها من غازات و أكاسيد سامة مثل أكاسيد الكربون والكبريت و النيتروجين السامة وأيضا بعض العناصر المعدنية الثقيلة ولم يغفل الإسلام هذا الخطر فقد أمرنا المصطفى عليه الصلاة والسلام بإطفاء السراج بعد استخدمه وإخماد النار وعدم النوم وفي البيت نار توقد فالنار تنبعث منها غازات سامة،وفي مقدمتها غاز أول أكسيد الكربون،الذي يتحد مع هيموجلوبين الدم ويمنع اتحاده مع الأكسجين،وقد صح عنه صلى الله علية وسلم أنة قال: "خمروا الآنية وأطفئوا المصابيح عند الرقاد فان الفويسقة ربما اجترت الفتيلة فأحرقت أهل البيت" 0 ]رواه مسلم[
فهذا توجيه نبوي كريم بعدم ترك النار أثناء النوم في المنزل والأبواب والنوافذ مغلقة في فصل الشتاء،حيث لاحظ العلم الحديث أن الفحم ينبعث منه غاز أول أكسيد الكربون السام،ويؤدي إلى اختناق الإنسان وربما موته بدون أن يشعر بذلك0
ولم يغفل المسلمون الدور المهم لتخطيط القرى والمدن وأثره على تقليل التلوث،فقد كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عندما فتح المدائن:"إن العرب لا يصلحها إلا ما يصلح الإبل والشاه"0حيث إن الغبار كان قد اثر على الصحابة رضي الله عنهم أجمعين،لان الغابر سبب تلوث الهواء،كما تحول سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه إلى الكوفة بعد أن آذى الذباب الصحابة في منطقة الأنبار،كما يجب ألا ننسى الطبيب العربي المسلم المشهور أبوبكر الرازي حينما اختار مكانا للمستشفى، فقد اختار أحسنها وأنقاها هواء،كما أن ابن سيناء قد ألف كتابا اسماه القانون في الطب ناقش فيه بصفة خاصة مسائل تلوث الهواء0
وإذا كان الغرب في الوقت الحاضر ينادي بضرورة المحافظة على الماء، من التلوث نتيجة لزيادة الملوثات المختلفة مثل الاكاسيد والأبخرة الناتجة عن المصانع وصهر المعادن واحتراق الفحم الحجري والوقود،وأيضا تلوث الماء بمخلفات الصرف الصحي والمخلفات الكيميائية التي تؤثر مباشرة على الماء الذي ينزل من السماء،وهذا ينتج عنه حدوث أضرار عديدة للنباتات والأشجار،فان القرآن الكريم قد وضح حقيقة ذلك وان الماء الصافي النقي غير الملوث مهم لجميع أنواع النباتات على سطح الأرض،قال تعالى:) وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شي فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون(0] سورة الأنعام : اية99 [
كما نهى الإسلام نهيا شديدا عن البصاق والتبول في الشوارع والطرقات لأنهما من ملوثات البيئة،بل وتحمل الجراثيم الناقلة للأمراض، فعن انس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال:"البصاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها"، ] متفق عليه[ 0وهذا التوجيه النبوي الكريم يؤكد ما أكده العلم الحديث من أن الإفرازات تنتشرعن طريق البصاق0
وفي مجال التلوث الضوضائي،وان كان في الوقت الحاضر يتمثل في جميع أوجه الأنشطة المختلفة للإنسان،وأصبح الإنسان لا يستطيع التخلص من ذلك الضجيج والضوضاء،الذي يلازمه صباح مساء،ولم يغفل الإسلام عن هذا الموضوع،فقد أمر المسلم بان يقصد في مشية ويخفض من صوته حتى لا يزعج الآخرين قال تعالى:) وقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير( ،] سورة لقمان:اية19 [ 0اذن فالمسلم مطالب بالحد من التلوث الضوضائي والقصد فيما يستعمله من أجهزة راديو وتلفاز وكذلك عدم إزعاج الآخرين عند السير في الطرقات عن طريق استخدام أجهزة التنبيه ذات الصوت العالي0
أما الدخان وما يحدثه من أضرار بيئية وصحية على الإنسان، فان الغرب مازال يمارس اكذوبتة بتوضيح أضرار الدخان وما يسببه من سرطان للإنسان وتلويثه للبيئة بواسطة القطران أو النيكوتين،ومع ذلك لا تزال المصانع يوميا تطرح مئات الآلاف من الأنواع المختلفة من الدخان،وقد حرم علماء السلف والخلف الصالح الدخان،وانه مضيعه للمال ومفسدة للصحة والبدن وملوث للبيئة،لقد رحم الإسلام إيذاء الناس،قال تعالى:)والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا(،] سورة الأحزاب : اية58 [ 0
وامتد التلوث ليشمل البحار،فقد أثبتت الدراسات الحديثة في هذا المجال أن ماء البحار قد تلوث بنسبة(400%) من بعض العناصر المعدنية السامة مثل عنصر الزئبق نتيجة ما تقذفه المصانع من مخلفاتها الصناعية في مياه البحار،وقد سخر الله عزوجل البحر للإنسان ليستفيد منه في خدمته، قال تعالى:) وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون(،]سورة النحل :ايه14 [ حتى الأسماك لم تسلم من التلوث،فقد سجلت أرقاما عاليه من العديد من الملوثات المعدنية مثل الزئبق والرصاص والزرنيخ،وفي هذا السياق فقد أمرنا الله عزوجل بالمحافظة على الحياة على سطح الأرض وعدم العبث بما سخرة الله سبحانه وتعالى لخدمة الإنسان، قال تعالى:) وان تعدوا نعمت الله لا تحصوها( ،]سورة إبراهيم : آية 34
عالج الإسلام مشكلة التلوث تلك المشكلة أو التلوث بأن وضع لها العديد من الأسس العلمية الصحيحة التي تسهم بشكل رئيسي في الحد منها لصالح الإنسان دون إتباع طرق تتسم بالمكر والخداع والأنانية وحب الذات،وهذا يتمثل في قولة الله عزوجل:) ولاتفسدو في الأرض بعد إصلاحها(]سورة الأعراف: آية 56 [ ،وقد خلق الله الأرض في أحسن هيئة وصورة،ووضعت جميع العناصر البيئية أيضا بنسب معينة ومحددة مصداقا لقولة تعالى:) هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات وهو بكل شيء عليم([سورة البقرة:آية 29] 0 فجميع ما في الأرض من نباتات وحيوانات وجمادات مسخرة لخدمة هذا الإنسان،وان الفساد في الأرض بعد إصلاحها ليس إلا تخريب وتدمير للبيئة،ثم يوضح القرآن الكريم عنصرا آخر من عناصر البيئة وهو الماء،فيقول عزوجل:) وجعلنا من الماء كل شيء حي (0 [سورة الأنبياء:آية 30] والمقصود من الماء هنا الماء الذي ينزل من السماء والى الأرض في صورة نقية جدا خالية من أي نوع من أنواع التلوث، مصداقا لقوله تعالى:)وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم(0 [سورة البقرة:آية 22]0 فالماء النقي الصافي النظيف هو الذي يستطيع الإنسان أن يستخدمه في جميع أنشطته المختلفة،ولقد تدخل الإنسان في الوقت الحاضر بتحويل الصفة الأساسية للماء إلى صفة غير مرغوبة نتيجة لما تقذفه المصانع من غازات حمضية أسهمت بشكل رئيسي في إحداث ما يسمى المطر ألحامضي (Acid Rain)،فتحول الماء إلى ماء غير صالح للشرب يحتوي على العديد من الملوثات،بالإضافة إلى مذاقه الحمضي والذي تسبب في موت أشجار عديدة من غابات في أوربا وأمريكا،وهذه الآيات الكريمة تؤكد دور الإسلام على وجوب المحافظة على الماء وحماية البيئة من التلوث،قال تعالى:) أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون(0 [سورة الواقعة:الآيات 68ـــ 70 ]0 ثم تؤكد الأحاديث النبوية على وجوب أخذ الحيطة والحذر وأن سلوك الإنسان يجب أن يكون لصالح البشرية وتحث على النظافة والتطيب وأكل ماأحل الله وعدم الإسراف والابتعاد عن أكل الميتة والمتردية والنطيحة والمنخنقة ووجوب تغطية الإناء وإطفاء النار السراج وإماطة الأذى عن الطريق فيقول عليه الصلاة والسلام "غطوا الإناء وأوكئوا السقاء وأغلقوا الأبواب وأطفئوا السراج فإن الشيطان لا يحل سقاء ولا يفتح بابا ولا يكشف إناء فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عودا ويذكر اسم فليفعل،فان الفوسيقة تضرم على أهل البيت بيتهم"0] رواة مسلم [
ألم يؤخذ العهد على الإنسان من الله تعالى بعدم الإخلال بمكونات البيئة ونظامها،قال تعالى:)وإذا أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دمائكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وانتم تشهدون( 0] سورة البقرة:آية84 [ فأنظر أخي المسلم فيحال العرب اليوم انظر كيف تسفك دماء الناس ؟؟ انظر كيف تدمر تلك الحروب المدن والقرى ليهرب الناس من ديارهم إلى أماكن جديدة خوفا من الحروب وويلاتها؟؟ وفي الوقت الحاضر تستخدم أسلحة بيولوجية وكيميائية وإشعاعية لتدمير الأوطان والانسان0وإذا كان العلم الحديث قد نظر إلى البيئة على إنها المكان الملائم المناسب لحياة الإنسان،واصدر تجاه ذلك العديد من القوانين والأنظمة التشريعية للحد من التلوث وإيقاف هذا الخطر القاتل وقسم العناصر البيئية إلى التربة والماء والهواء، فان الإسلام نظر إليها بمنظور شامل،اعتبرها جزءا من العبادة السماوية
واوجد الله الأرض وجعل فيها العناصر البيئية من تربة وماء وهواء بنسب ثابتة لا تختلف مصداقا لقوله تعالى { إنا كل شيء خلقناه بقدر }]سورة القمر:آية 49[ ولقد إهتم الإسلام أيضا بإزالة المخلفات وعدم إلقاء القمامة في الطرقات لأنها تؤدي إلى التلوث فقال صلى الله عليه و سلم {إماطة الأذى عن الطريق صدقة }]متفق عليه[ فالمخلفات الصناعية والزراعية والطبية في الوقت الحاضر ترصد لها أموالا طائلة جدا للتخلص منها بل وترصد أيضا أموالا أخرى للتوعية إلى عدم إلقائها على الطريق أو في المياه لقد حرم الإسلام أيضا الغذاء والطعام الملوث والضار بصحة الإنسان قال تعالى {حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به و المنخنقة و الموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع}]سورة المائدة :آية 3[ فانظر يا أخي المسلم وضع الغرب؟ لقد أقرت الجامعات والهيئات العلمية في الغرب تلوث الدم بالأمراض المعدية واحتواء لحم الخنزير على ديدان قاتلة وأن خنق الحيوانات دون ذبحها يؤدي إلى احتباس الدم في الحيوان ويلحق ضررا صحيا بالإنسان عند تناول لحم ذلك الحيوان ومع ذلك لايزال الغرب مستمرا في غيه ومكره ويجاهر في التمسك بذلك لأنهم هم الكافرون حقا قال تعالى)والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم(]سورة المائدة :آية86[ هذا هو الغرب الذي يدعي المدنية والتقدم .لقد دل الإسلام الإنسان على الكيفية الصحيحة للتخلص من أسباب التلوث وحماية البيئة،فتعرف الإنسان بذلك على كيفية التخلص من جثث الموتى والتخلص من الحيوانات المريضة،قال تعالى:)فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه (0 ] سورة المائدة:آية31 [ فانظر ما أحدثه الغرب من دمار وويلات،وكيف أن جثث الموتى تترك لفترات طويلة مسببة العديد من الأضرار البيئية المختلفة0وعند الحديث عن الحرائق وما تحدثه من أضرار مادية وصحية على الإنسان يجب ألا نغفل ما ينطلق من النار أثناء اشتعالها من غازات و أكاسيد سامة مثل أكاسيد الكربون والكبريت و النيتروجين السامة وأيضا بعض العناصر المعدنية الثقيلة ولم يغفل الإسلام هذا الخطر فقد أمرنا المصطفى عليه الصلاة والسلام بإطفاء السراج بعد استخدمه وإخماد النار وعدم النوم وفي البيت نار توقد فالنار تنبعث منها غازات سامة،وفي مقدمتها غاز أول أكسيد الكربون،الذي يتحد مع هيموجلوبين الدم ويمنع اتحاده مع الأكسجين،وقد صح عنه صلى الله علية وسلم أنة قال: "خمروا الآنية وأطفئوا المصابيح عند الرقاد فان الفويسقة ربما اجترت الفتيلة فأحرقت أهل البيت" 0 ]رواه مسلم[
فهذا توجيه نبوي كريم بعدم ترك النار أثناء النوم في المنزل والأبواب والنوافذ مغلقة في فصل الشتاء،حيث لاحظ العلم الحديث أن الفحم ينبعث منه غاز أول أكسيد الكربون السام،ويؤدي إلى اختناق الإنسان وربما موته بدون أن يشعر بذلك0
ولم يغفل المسلمون الدور المهم لتخطيط القرى والمدن وأثره على تقليل التلوث،فقد كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عندما فتح المدائن:"إن العرب لا يصلحها إلا ما يصلح الإبل والشاه"0حيث إن الغبار كان قد اثر على الصحابة رضي الله عنهم أجمعين،لان الغابر سبب تلوث الهواء،كما تحول سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه إلى الكوفة بعد أن آذى الذباب الصحابة في منطقة الأنبار،كما يجب ألا ننسى الطبيب العربي المسلم المشهور أبوبكر الرازي حينما اختار مكانا للمستشفى، فقد اختار أحسنها وأنقاها هواء،كما أن ابن سيناء قد ألف كتابا اسماه القانون في الطب ناقش فيه بصفة خاصة مسائل تلوث الهواء0
وإذا كان الغرب في الوقت الحاضر ينادي بضرورة المحافظة على الماء، من التلوث نتيجة لزيادة الملوثات المختلفة مثل الاكاسيد والأبخرة الناتجة عن المصانع وصهر المعادن واحتراق الفحم الحجري والوقود،وأيضا تلوث الماء بمخلفات الصرف الصحي والمخلفات الكيميائية التي تؤثر مباشرة على الماء الذي ينزل من السماء،وهذا ينتج عنه حدوث أضرار عديدة للنباتات والأشجار،فان القرآن الكريم قد وضح حقيقة ذلك وان الماء الصافي النقي غير الملوث مهم لجميع أنواع النباتات على سطح الأرض،قال تعالى:) وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شي فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون(0] سورة الأنعام : اية99 [
كما نهى الإسلام نهيا شديدا عن البصاق والتبول في الشوارع والطرقات لأنهما من ملوثات البيئة،بل وتحمل الجراثيم الناقلة للأمراض، فعن انس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال:"البصاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها"، ] متفق عليه[ 0وهذا التوجيه النبوي الكريم يؤكد ما أكده العلم الحديث من أن الإفرازات تنتشرعن طريق البصاق0
وفي مجال التلوث الضوضائي،وان كان في الوقت الحاضر يتمثل في جميع أوجه الأنشطة المختلفة للإنسان،وأصبح الإنسان لا يستطيع التخلص من ذلك الضجيج والضوضاء،الذي يلازمه صباح مساء،ولم يغفل الإسلام عن هذا الموضوع،فقد أمر المسلم بان يقصد في مشية ويخفض من صوته حتى لا يزعج الآخرين قال تعالى:) وقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير( ،] سورة لقمان:اية19 [ 0اذن فالمسلم مطالب بالحد من التلوث الضوضائي والقصد فيما يستعمله من أجهزة راديو وتلفاز وكذلك عدم إزعاج الآخرين عند السير في الطرقات عن طريق استخدام أجهزة التنبيه ذات الصوت العالي0
أما الدخان وما يحدثه من أضرار بيئية وصحية على الإنسان، فان الغرب مازال يمارس اكذوبتة بتوضيح أضرار الدخان وما يسببه من سرطان للإنسان وتلويثه للبيئة بواسطة القطران أو النيكوتين،ومع ذلك لا تزال المصانع يوميا تطرح مئات الآلاف من الأنواع المختلفة من الدخان،وقد حرم علماء السلف والخلف الصالح الدخان،وانه مضيعه للمال ومفسدة للصحة والبدن وملوث للبيئة،لقد رحم الإسلام إيذاء الناس،قال تعالى:)والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا(،] سورة الأحزاب : اية58 [ 0
وامتد التلوث ليشمل البحار،فقد أثبتت الدراسات الحديثة في هذا المجال أن ماء البحار قد تلوث بنسبة(400%) من بعض العناصر المعدنية السامة مثل عنصر الزئبق نتيجة ما تقذفه المصانع من مخلفاتها الصناعية في مياه البحار،وقد سخر الله عزوجل البحر للإنسان ليستفيد منه في خدمته، قال تعالى:) وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون(،]سورة النحل :ايه14 [ حتى الأسماك لم تسلم من التلوث،فقد سجلت أرقاما عاليه من العديد من الملوثات المعدنية مثل الزئبق والرصاص والزرنيخ،وفي هذا السياق فقد أمرنا الله عزوجل بالمحافظة على الحياة على سطح الأرض وعدم العبث بما سخرة الله سبحانه وتعالى لخدمة الإنسان، قال تعالى:) وان تعدوا نعمت الله لا تحصوها( ،]سورة إبراهيم : آية 34
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق